تصاعد النزوح وتفشي الكوليرا يزيدان تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان

تصاعد النزوح وتفشي الكوليرا يزيدان تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
نازحون سودانيون- أرشيف

حذّرت الأمم المتحدة الأربعاء من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان نتيجة تصاعد أعمال العنف والنزوح الواسع، بالتزامن مع انتشار وباء الكوليرا، ما يزيد من تعقيد الاستجابة الإنسانية في ظل ضعف الموارد وصعوبة الوصول.

أعلنت الأمم المتحدة، في بيان، أن النزوح الجماعي الناتج عن النزاع المسلح، إلى جانب تفشي الكوليرا، يتسبب في تفاقم كارثة إنسانية تتسع رقعتها في مختلف أنحاء السودان، وسط تحذيرات من تدهور متسارع في قطاعات الصحة والمياه والغذاء، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن ما يقارب 9,700 شخص فروا من منطقة الصالحة في أم درمان جراء القتال، وانتقلوا إلى مناطق أخرى مثل كرري التي لا يزال وضعها الأمني مضطربًا.

وفي جنوب كردفان، اضطر أكثر من 9,000 نازح إلى مغادرة بلدة الدبيبات بمحلية القوز الأسبوع الماضي بسبب مواجهات مسلحة عنيفة.

أما في شمال دارفور، فقد شهدت الفاشر ومخيم أبو شوك حركة نزوح شملت حوالي 600 شخص، توزعوا بين مناطق داخل المدينة ومحليات أخرى مثل طويلة.

تفشي الكوليرا

وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إلى تراجع حالات الإصابة بالكوليرا في ولاية الخرطوم، بينما تتصاعد في ولاية نهر النيل، وأفادت السلطات الصحية بتسجيل 180 حالة إصابة و4 وفيات خلال أسبوعين فقط، غالبيتها في عطبرة وبربر والدامر، وأوضحت التقارير أن أكثر من 50 حالة مصدرها ولايات أخرى، معظمها من الخرطوم وأم درمان، ما يدل على انتقال المرض بين المناطق.

انعدام الأمن ونقص التمويل 

قال دوغاريك إن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على توسيع نطاق المساعدات رغم التحديات الكبيرة، مضيفًا أن "المنظمات الإنسانية تبذل قصارى جهدها لتلبية الاحتياجات، لكن انعدام الأمن ونقص التمويل وقيود الوصول يعطلان جهودنا".

وأشار إلى أن "الهجوم الأخير على برنامج الأغذية العالمي دليل على المخاطر التي تواجه فرق الإغاثة".

كما جدّد المتحدث دعوة الأمم المتحدة إلى وقف فوري للقتال وضمان الوصول الإنساني الآمن، وزيادة الدعم المالي الدولي لمنع تدهور الأزمة في السودان إلى مستويات كارثية، مؤكداً أن الاستجابة الحالية لا ترقى إلى حجم الكارثة المتصاعدة.

أزمة ولاية النيل الأزرق

وفي ولاية النيل الأزرق، يُواجه آلاف العائدين من النازحين أوضاعًا إنسانية مأساوية، وأكدت التقارير الأممية أنهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء النظيف والرعاية الصحية والمأوى والتعليم، وسط غياب الخدمات الأساسية.

يشهد السودان منذ أكثر من عام صراعًا عسكريًا مستمرًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح داخلي واسع النطاق وانهيار البنى التحتية، ويُقدّر عدد النازحين داخليًا بالملايين، فيما تفشت الأوبئة في عدد من الولايات بسبب ضعف النظام الصحي ونقص المياه النظيفة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية